مسلسل كليوباترا مهلهل،* يفتقد مسلسل كليوباترا لـ سولاف فواخرجي للحقائق التاريخية،* ممثلوه لم* يستطيعوا تقمص الشخصيات التي قاموا بآدائها وجاء آداؤهم اقرب للخطابة*.
ما سبق مجرد نماذج مختصرة من الانتقادات التي وجهها علماء الاثار لـ مسلسل كليوباترا وهكذا ثبتت الملكة الفرعونية انها لا تزال الاكثر قدرة على إثارة الجدل ورسم علامات الاستفهام والتعجب رغم مرور عشرات القرون على رحيلها الدرامي،* لكن الجدل هذا العام انتقل من قاعات المؤتمرات التي لا* يحضرها إلا المتخصصون الى نطاق اكثر اتساعا وانفتاحا على الرأي العام*.
ولم تشفع جاذبية وحضور سولاف فواخرجي في صد هجوم علماء الآثار والمتخصصين في التاريخ والذين اثارت الاخطاء حفيظتهم* وانفعالاتهم*..
كانت البداية مع الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار الذي بدأ حديثه قائلا*: عند الاعداد والتحضير لتقديم مسلسل تاريخي لابد أن يضمن صانعوه والقائمون عليه أن يحتوي على *٠٦٪* من الحقائق التاريخية الفعلية الخاصة بالفترة التاريخية التي يتناولها العمل ومن خلال متابعتي للحلقات الأولى لمسلسل* »كليوباترا*« اكتشفت وجود مغالطات كثيرة لا يمكن حصرها بدءا من عنصري الملابس والديكور فلا يوجد أي تطابق أو ربط بالواقع على الاطلاق بين ما يقدمه مسلسل كليوباترا وبين الواقع التاريخي الموثق والمعروف فيما يتعلق بهذين العنصرين،* فقد صدمت من مستواه الفني وعدم حرص صانعيه على تقديم الحقيقة من أكبر تفاصيلها حتى أصغرها،* ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب وانما امتد للناحية الاخراجية،* فقد فشل مخرج مسلسل كليوباترا وائل رمضان في ترك بصمة خاصة في قلوب المشاهدين نحو العمل،* مما جعله يفتقد لأي عنصر من عناصر الابداع التي تجعل المشاهد ينجذب له ويحرص على متابعته* ،* ناهيك عن اداء الممثلين المشاركين الذين اشعروني باننا نعيش في محاضرات لتعليم في الخطابة،* فكل منهم يخطب ولا يتقمص الشخصية*.
واستكمل زاهي حواس رأيه في مسلسل كليوباترا قائلا*: من وجهة نظري جاء مسلسل كليوباترا مهلهلا ولذلك بعد مشاهدتي للحلقة الخامسة منه،* قررت عدم متابعته أو الالتفات إليه لأنه لا يلتزم بالحقيقة ولايحترم عقول المشاهدين الراغبين في مشاهدة عمل قيم يشبع رغبتهم في معرفة حياة الملكة كليوباترا،* وأؤكد أن المستوى المنحدر لـ مسلسل كليوباترا يعود الى عدم اعتماد القائمين عليه أسلوب الاستعانة بالخبراء والمتخصصين الذين سيضمنون احتواء العمل للحقائق الموثقة فيما يتعلق بالاحداث التاريخية أو النواحي الفنية سواء الديكور أو الملابس أو الماكياج*.
وحول رأيه في اداء سولاف فواخرجي في مسلسل كليوباترا ،* علق حواس قائلا*: وجه سولاف مناسب لتجسيد شخصية* * كليوباترا ولكن اداءها* غير موفق فلم تقتضي بانهاالملكة*.
وأضاف حواس أن صناع مسلسل كليوباترا طلبوا منه قراءة السيناريو لابداء رأيه فيه ولكنه اكتشف بعد قراءته وجود كم كبير من الاخطاء ولذلك رفض التعليق وابداء رأيه* ليتأكد بعدها أن هذا العمل سيكون مصيره الفشل*.
أخطاء فنية وتاريخية
وفي نفس الاتجاه حرص الدكتور محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف السابق على الاشارة الى انه من الجميل والداعي للسرور أن يتم تقديم عمل درامي تاريخي يتناول التاريخ المصري القديم،* ولكنه أكد في نفس الوقت على انه اذا اقدمت شركة انتاج ومخرج ومؤلف على تقديم عمل تاريخي مهم في قيمته مثل مسلسل كليوباترا فلابد أن يتحمل صانعوه مسئولية عدم وقوعه في اية اخطاء فنية أو تاريخية*.
وأضاف مبروك*: التاريخ ليس لعبة حتى يتلاعب بها أي شخص يريد تقديم مسلسل تليفزيوني،* وسأبدأ تعليقي من الناحية البصرية وهي المتعلقة بالملابس والديكور فأنا أؤكد أن صانعي مسلسل كليوباترا لم يستعينوا بمتخصص في تلك الزاوية ودليلي على ذلك هو كم الاخطاء الواضحة والصريحة جدا للمتخصص وغير المتخصص،* فعلى سبيل المثال لا الحصر توجد خلفيات من العصر العثماني الدمشقي موجودة في المشاهد التي تتحدث عن العصر البطلمي في مصر،* وهو الامر الذي يخرج عن حدود العقل والمنطق،* كما أن العرش الروماني يظهر في مسلسل كليوباترا مزيناً* بورود وأزهار وهو ما لا يتطابق مع الواقع التاريخي،* أما الملابس فحدث ولا حرج فهذا العنصر يفتقد للمصداقية التاريخية على الاطلاق سواء في ملابس كليوباترا أو ملابس باقي الشخصيات*.
وتعجب مبروك من عدم لجوء القائمين على مسلسل كليوباترا الى الاستعانة بالخبراء المتخصصين وأشار قائلا*: »لقد انفقت جهة الانتاج على العمل بشكل كبير وخصصت له ميزانية ضخمة،* فما السر الذي جعلهم لا يستعينوا* بالمتخصصين في تاريخ هذه الفترة؟ فقد استعان الانتاج بماكيير ايراني وكانت تكلفة الاستعانة به عالية جدا،* كما استعانوا بمصممين سوريين من أجل تصميم وتطريز الملابس وانطبق عليهم نفس الامر في الميزانية فلماذا لم يتعاملوا بنفس الاسلوب فيما يتعلق بالحقائق التاريخية؟ فالامكانيات في هذا العمل متوافرة ولكنهم افتدوا العقول المبدعة،* فلو أن الانتاج استعان بالباحثين المصريين أو حتى السوريين لكانت النتيجة مختلفة تماما*.
واستكمل مبروك رأيه قائلا*: »أيضا من أخطاء مسلسل كليوباترا ان اختيار الاكسسوارات جاء بعيدا كل البعد عن الاكسسوارات الحقيقية باستثناء الاساور التي كانت ترتديها كليوباترا في ذراعيها،* أما الماكياج فكان مقبولا لكن تصفيفة الشعر كانت بعيدة أيضا عن الواقع،* وليس هذا فحسب ولكنني شعرت ان مصفف الشعر لم يفرق بين تسريحات شعر الممثلات المشاركات فكلهن مثل بعضهن لا يوجد فرق وكأنهن قادمات معا من تحت أيدي نفس مصفف الشعر،* وكان لكل تلك الملاحظات الأثر في جعلى اشعر انني اشاهد مسلسل* »الباطنية*« وليس* »كليوباترا*«.
انتقد أيضا مبروك اداء الممثلين من اتخاذهم لأسلوب الخطابة في الحديث،* مؤكدا أن ذلك لا يتطابق مع الواقع في شيء وأن الرومان أو البطالمة لم يكونوا يتحدثون بذلك الشكل*.
وفي النهاية اختتم حديثه قائلا*: »بغض النظر عما ذكرته الا انني أتوجه بالشكر لصناع مسلسل كليوباترا على اقدامهم على تقديم شخصية كليوباترا في مسلسل درامي حتى يتذكرها الشعب المصري من جديد*.
امتناع عن المشاهدة
لم يختلف كثيرا رأي الدكتور ممدوح الدماطي استاذ الاثار المصرية وعميد اداب عين شمس عن الآراء السابقة فبدأ مهاجمة المسلسل قائلا*: »لم اشاهد سوى حلقتين منه فقط لانني صدمت من عدد الاخطاء التي وقع فيها مسلسل كليوباترا ،* فمثلا تضمنت الاحداث أن كليوباترا سافرت الى روما في صغرها وهذا لم يحدث،* كذلك يظهر الملك بطليموس الثاني عشر والد كليوباترا في المسلسل بلحية وهذا* غير حقيقي فجميع الصور الموجودة له لم يظهر فيها بلحية،* لذلك قررت ألا استكمل باقي حلقات مسلسل كليوباترا حتى لا اصدم من مغالطات تاريخية أخري*.
وبعيدا عن الهجوم العنيف على العمل،* حرص الدماطي على اعطاء صورة حقيقية لشكل كليوباترا للجمهور للتعرف على ملامحها الشكلية،* حيث أكد أن الملكة لم تكن جميلة بالمعنى الصريح،* ولكنها كانت شديدة الجاذبية وقال*: من يؤكد أن كليوباترا كانت سمراء البشرة لا يعرف شيئا عنها فهي حفيدة البطالمة وتنتمي لأصول مقدونية وكانت بيضاء البشرة واسعة العينين أما أنفها فكانت معقوفة*.
وحول التركيز على تقديم حياة كليوباترا السابعة تحديدا في الاعمال الفنية،* أشار الدماطي الى أن كليوباترا السابعة كان لها دور كبير ومهم في التاريخ المصري والعالمي ولذا فهي الاجدر بالتركيز عليها والحديث عنها سواء في الاعمال الفنية أو الأدبية*.
وأضاف قائلا*: كانت كليوباترا جذابة للغاية وجاذبيتها لا تكمن في ملامحها الشكلية فقط وانما في قوة شخصيتها وسطوتها التي تفرض على كل من يعرفها الخضوع لها،* حيث يذكر المؤرخون أن أول مرة التقت فيها بمارك أنطونيو كانت خائفة ومترددة لوجود ثأر بينهما،* لذا قررت الذهاب بسلاحين هما جمالها وشخصيتها وكان للسلاحان الأثر القوي في وقوع الامير في حبها*«.
وأضاف الدماطي أنه رغم عدم تمتع كليوباترا بجمال فائق وصارخ إلا انه عند تقديمها في عمل سينمائي أو تليفزيوني لابد من الاستعانة بفنانة جميلة وفاتنة تتناسب مع جاذبيتها الواقعية التي لا يمكن تجاهلها،* مشيرا الى أن السورية سولاف فواخرجي ملائمة للشخصية رغم أنها لا تشبهها في الواقع*.
وحرص الدماطي على الاشارة الى أن كليوباترا لم تحب الشعب المصري رغم انها تمصرت وتعلمت اللغات المصرية القديمة وعاشت حياتها على النظام المصري إلا أن ذلك لا يعني امكانية أن تحب رجلا مصريا من عامة الشعب ويمتهن السرقة،* فوضع هذه القصة يمثل أمرا في* غاية الصعوبة ان لم يكن مستحيلا*.
في حين يركز الدكتور ابراهيم بكر رئيس هيئة الآثار الاسبق على الملامح الشكلية فيؤكد أن بشرة كليوباترا برونزية لا بيضاء ولا سمراء مشيراً* الى أن جمالها كان متوسطا ولم يكن فائقا كما يعتقد البعض*.
وأشار في نفس السياق الى أن قوة شخصيتها ونفوذها هما العنصران اللذان كانا يجذبان الرجال اليها وليس جمالها الشكلي*.
وعن ملامحها الشكلية،* صرح بكر قائلا*: »لم تكن ملامح كليوباترا* غربية وانما كانت ملامحها مقدونية بروح شرقية*«.
وحول تقديمها في الاعمال الفنية،* أشار بكر الى انه ليس بالضرورة الاستعانة بفنانة تتشابه ملامحها الشكلية مع ملامح كليوباترا* .
ليضيف قائلا*: اتذكر انه عندما قدمت الامريكية اليزابيث تايلور فيلما عن قصة حياة كليوباترا نجحت نجاحا كبيرا في أن تترك بصمة لها من خلال ذلك العمل رغم أن اليزابيث كانت بعيدة تماما عن كليوباترا الاصلية،* فمثلا اليزابيث زرقاء العينين وهو ما لا ينطبق على كليوباترا،* وفي رأيي اليزابيث تايلور ليست بنموذج الجمال الصارخ فقد يراها البعض جميلة،* بينما يعارض البعض الآخر ذلك،* إلا انها في النهاية نجحت في تجسيد الملكة كليوباترا بشكل اقنع* وأبهر الكثيرين*.
ما سبق مجرد نماذج مختصرة من الانتقادات التي وجهها علماء الاثار لـ مسلسل كليوباترا وهكذا ثبتت الملكة الفرعونية انها لا تزال الاكثر قدرة على إثارة الجدل ورسم علامات الاستفهام والتعجب رغم مرور عشرات القرون على رحيلها الدرامي،* لكن الجدل هذا العام انتقل من قاعات المؤتمرات التي لا* يحضرها إلا المتخصصون الى نطاق اكثر اتساعا وانفتاحا على الرأي العام*.
ولم تشفع جاذبية وحضور سولاف فواخرجي في صد هجوم علماء الآثار والمتخصصين في التاريخ والذين اثارت الاخطاء حفيظتهم* وانفعالاتهم*..
كانت البداية مع الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار الذي بدأ حديثه قائلا*: عند الاعداد والتحضير لتقديم مسلسل تاريخي لابد أن يضمن صانعوه والقائمون عليه أن يحتوي على *٠٦٪* من الحقائق التاريخية الفعلية الخاصة بالفترة التاريخية التي يتناولها العمل ومن خلال متابعتي للحلقات الأولى لمسلسل* »كليوباترا*« اكتشفت وجود مغالطات كثيرة لا يمكن حصرها بدءا من عنصري الملابس والديكور فلا يوجد أي تطابق أو ربط بالواقع على الاطلاق بين ما يقدمه مسلسل كليوباترا وبين الواقع التاريخي الموثق والمعروف فيما يتعلق بهذين العنصرين،* فقد صدمت من مستواه الفني وعدم حرص صانعيه على تقديم الحقيقة من أكبر تفاصيلها حتى أصغرها،* ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب وانما امتد للناحية الاخراجية،* فقد فشل مخرج مسلسل كليوباترا وائل رمضان في ترك بصمة خاصة في قلوب المشاهدين نحو العمل،* مما جعله يفتقد لأي عنصر من عناصر الابداع التي تجعل المشاهد ينجذب له ويحرص على متابعته* ،* ناهيك عن اداء الممثلين المشاركين الذين اشعروني باننا نعيش في محاضرات لتعليم في الخطابة،* فكل منهم يخطب ولا يتقمص الشخصية*.
واستكمل زاهي حواس رأيه في مسلسل كليوباترا قائلا*: من وجهة نظري جاء مسلسل كليوباترا مهلهلا ولذلك بعد مشاهدتي للحلقة الخامسة منه،* قررت عدم متابعته أو الالتفات إليه لأنه لا يلتزم بالحقيقة ولايحترم عقول المشاهدين الراغبين في مشاهدة عمل قيم يشبع رغبتهم في معرفة حياة الملكة كليوباترا،* وأؤكد أن المستوى المنحدر لـ مسلسل كليوباترا يعود الى عدم اعتماد القائمين عليه أسلوب الاستعانة بالخبراء والمتخصصين الذين سيضمنون احتواء العمل للحقائق الموثقة فيما يتعلق بالاحداث التاريخية أو النواحي الفنية سواء الديكور أو الملابس أو الماكياج*.
وحول رأيه في اداء سولاف فواخرجي في مسلسل كليوباترا ،* علق حواس قائلا*: وجه سولاف مناسب لتجسيد شخصية* * كليوباترا ولكن اداءها* غير موفق فلم تقتضي بانهاالملكة*.
وأضاف حواس أن صناع مسلسل كليوباترا طلبوا منه قراءة السيناريو لابداء رأيه فيه ولكنه اكتشف بعد قراءته وجود كم كبير من الاخطاء ولذلك رفض التعليق وابداء رأيه* ليتأكد بعدها أن هذا العمل سيكون مصيره الفشل*.
أخطاء فنية وتاريخية
وفي نفس الاتجاه حرص الدكتور محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف السابق على الاشارة الى انه من الجميل والداعي للسرور أن يتم تقديم عمل درامي تاريخي يتناول التاريخ المصري القديم،* ولكنه أكد في نفس الوقت على انه اذا اقدمت شركة انتاج ومخرج ومؤلف على تقديم عمل تاريخي مهم في قيمته مثل مسلسل كليوباترا فلابد أن يتحمل صانعوه مسئولية عدم وقوعه في اية اخطاء فنية أو تاريخية*.
وأضاف مبروك*: التاريخ ليس لعبة حتى يتلاعب بها أي شخص يريد تقديم مسلسل تليفزيوني،* وسأبدأ تعليقي من الناحية البصرية وهي المتعلقة بالملابس والديكور فأنا أؤكد أن صانعي مسلسل كليوباترا لم يستعينوا بمتخصص في تلك الزاوية ودليلي على ذلك هو كم الاخطاء الواضحة والصريحة جدا للمتخصص وغير المتخصص،* فعلى سبيل المثال لا الحصر توجد خلفيات من العصر العثماني الدمشقي موجودة في المشاهد التي تتحدث عن العصر البطلمي في مصر،* وهو الامر الذي يخرج عن حدود العقل والمنطق،* كما أن العرش الروماني يظهر في مسلسل كليوباترا مزيناً* بورود وأزهار وهو ما لا يتطابق مع الواقع التاريخي،* أما الملابس فحدث ولا حرج فهذا العنصر يفتقد للمصداقية التاريخية على الاطلاق سواء في ملابس كليوباترا أو ملابس باقي الشخصيات*.
وتعجب مبروك من عدم لجوء القائمين على مسلسل كليوباترا الى الاستعانة بالخبراء المتخصصين وأشار قائلا*: »لقد انفقت جهة الانتاج على العمل بشكل كبير وخصصت له ميزانية ضخمة،* فما السر الذي جعلهم لا يستعينوا* بالمتخصصين في تاريخ هذه الفترة؟ فقد استعان الانتاج بماكيير ايراني وكانت تكلفة الاستعانة به عالية جدا،* كما استعانوا بمصممين سوريين من أجل تصميم وتطريز الملابس وانطبق عليهم نفس الامر في الميزانية فلماذا لم يتعاملوا بنفس الاسلوب فيما يتعلق بالحقائق التاريخية؟ فالامكانيات في هذا العمل متوافرة ولكنهم افتدوا العقول المبدعة،* فلو أن الانتاج استعان بالباحثين المصريين أو حتى السوريين لكانت النتيجة مختلفة تماما*.
واستكمل مبروك رأيه قائلا*: »أيضا من أخطاء مسلسل كليوباترا ان اختيار الاكسسوارات جاء بعيدا كل البعد عن الاكسسوارات الحقيقية باستثناء الاساور التي كانت ترتديها كليوباترا في ذراعيها،* أما الماكياج فكان مقبولا لكن تصفيفة الشعر كانت بعيدة أيضا عن الواقع،* وليس هذا فحسب ولكنني شعرت ان مصفف الشعر لم يفرق بين تسريحات شعر الممثلات المشاركات فكلهن مثل بعضهن لا يوجد فرق وكأنهن قادمات معا من تحت أيدي نفس مصفف الشعر،* وكان لكل تلك الملاحظات الأثر في جعلى اشعر انني اشاهد مسلسل* »الباطنية*« وليس* »كليوباترا*«.
انتقد أيضا مبروك اداء الممثلين من اتخاذهم لأسلوب الخطابة في الحديث،* مؤكدا أن ذلك لا يتطابق مع الواقع في شيء وأن الرومان أو البطالمة لم يكونوا يتحدثون بذلك الشكل*.
وفي النهاية اختتم حديثه قائلا*: »بغض النظر عما ذكرته الا انني أتوجه بالشكر لصناع مسلسل كليوباترا على اقدامهم على تقديم شخصية كليوباترا في مسلسل درامي حتى يتذكرها الشعب المصري من جديد*.
امتناع عن المشاهدة
لم يختلف كثيرا رأي الدكتور ممدوح الدماطي استاذ الاثار المصرية وعميد اداب عين شمس عن الآراء السابقة فبدأ مهاجمة المسلسل قائلا*: »لم اشاهد سوى حلقتين منه فقط لانني صدمت من عدد الاخطاء التي وقع فيها مسلسل كليوباترا ،* فمثلا تضمنت الاحداث أن كليوباترا سافرت الى روما في صغرها وهذا لم يحدث،* كذلك يظهر الملك بطليموس الثاني عشر والد كليوباترا في المسلسل بلحية وهذا* غير حقيقي فجميع الصور الموجودة له لم يظهر فيها بلحية،* لذلك قررت ألا استكمل باقي حلقات مسلسل كليوباترا حتى لا اصدم من مغالطات تاريخية أخري*.
وبعيدا عن الهجوم العنيف على العمل،* حرص الدماطي على اعطاء صورة حقيقية لشكل كليوباترا للجمهور للتعرف على ملامحها الشكلية،* حيث أكد أن الملكة لم تكن جميلة بالمعنى الصريح،* ولكنها كانت شديدة الجاذبية وقال*: من يؤكد أن كليوباترا كانت سمراء البشرة لا يعرف شيئا عنها فهي حفيدة البطالمة وتنتمي لأصول مقدونية وكانت بيضاء البشرة واسعة العينين أما أنفها فكانت معقوفة*.
وحول التركيز على تقديم حياة كليوباترا السابعة تحديدا في الاعمال الفنية،* أشار الدماطي الى أن كليوباترا السابعة كان لها دور كبير ومهم في التاريخ المصري والعالمي ولذا فهي الاجدر بالتركيز عليها والحديث عنها سواء في الاعمال الفنية أو الأدبية*.
وأضاف قائلا*: كانت كليوباترا جذابة للغاية وجاذبيتها لا تكمن في ملامحها الشكلية فقط وانما في قوة شخصيتها وسطوتها التي تفرض على كل من يعرفها الخضوع لها،* حيث يذكر المؤرخون أن أول مرة التقت فيها بمارك أنطونيو كانت خائفة ومترددة لوجود ثأر بينهما،* لذا قررت الذهاب بسلاحين هما جمالها وشخصيتها وكان للسلاحان الأثر القوي في وقوع الامير في حبها*«.
وأضاف الدماطي أنه رغم عدم تمتع كليوباترا بجمال فائق وصارخ إلا انه عند تقديمها في عمل سينمائي أو تليفزيوني لابد من الاستعانة بفنانة جميلة وفاتنة تتناسب مع جاذبيتها الواقعية التي لا يمكن تجاهلها،* مشيرا الى أن السورية سولاف فواخرجي ملائمة للشخصية رغم أنها لا تشبهها في الواقع*.
وحرص الدماطي على الاشارة الى أن كليوباترا لم تحب الشعب المصري رغم انها تمصرت وتعلمت اللغات المصرية القديمة وعاشت حياتها على النظام المصري إلا أن ذلك لا يعني امكانية أن تحب رجلا مصريا من عامة الشعب ويمتهن السرقة،* فوضع هذه القصة يمثل أمرا في* غاية الصعوبة ان لم يكن مستحيلا*.
في حين يركز الدكتور ابراهيم بكر رئيس هيئة الآثار الاسبق على الملامح الشكلية فيؤكد أن بشرة كليوباترا برونزية لا بيضاء ولا سمراء مشيراً* الى أن جمالها كان متوسطا ولم يكن فائقا كما يعتقد البعض*.
وأشار في نفس السياق الى أن قوة شخصيتها ونفوذها هما العنصران اللذان كانا يجذبان الرجال اليها وليس جمالها الشكلي*.
وعن ملامحها الشكلية،* صرح بكر قائلا*: »لم تكن ملامح كليوباترا* غربية وانما كانت ملامحها مقدونية بروح شرقية*«.
وحول تقديمها في الاعمال الفنية،* أشار بكر الى انه ليس بالضرورة الاستعانة بفنانة تتشابه ملامحها الشكلية مع ملامح كليوباترا* .
ليضيف قائلا*: اتذكر انه عندما قدمت الامريكية اليزابيث تايلور فيلما عن قصة حياة كليوباترا نجحت نجاحا كبيرا في أن تترك بصمة لها من خلال ذلك العمل رغم أن اليزابيث كانت بعيدة تماما عن كليوباترا الاصلية،* فمثلا اليزابيث زرقاء العينين وهو ما لا ينطبق على كليوباترا،* وفي رأيي اليزابيث تايلور ليست بنموذج الجمال الصارخ فقد يراها البعض جميلة،* بينما يعارض البعض الآخر ذلك،* إلا انها في النهاية نجحت في تجسيد الملكة كليوباترا بشكل اقنع* وأبهر الكثيرين*.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق